التجنيد بالمغرب.. فرصة لتطوير الذات وبناء المستقبل وتذوق روح الانتماء إلى الوطن

 التجنيد بالمغرب.. فرصة لتطوير الذات وبناء المستقبل وتذوق روح الانتماء إلى الوطن
آخر ساعة
الأثنين 4 مارس 2024 - 9:34

أصبحت الخدمة العسكرية ملاذا للكثير من الشباب في العقد الأخير، خصوصا في نسختها الجديدة، بعد أن تحولت إلى فرصة حقيقية لتطوير المدارك والمعارف والقدرات، وبالتالي ولوج سوق الشغل.

أضحى المتخرج من الخدمة العسكرية شخصا مؤهلاً لمواجهة الحياة برصيد متيمز يحصل عليه خلال 12 شهراً، تتوزع بين تكوين أساسي عام، خلال الأشهر الأربعة الأولى، ثم تكوين متخصص في ما تبقى من المدة لتطوير الكفاءة المهنية.

ميزات شخصية وعملية

لم يعد خرّيج التجنيد مجرد شخص مر من تدريبات عسكرية صارمة، وبالتالي حاصل على بنية جسدية رياضية لا أكثر، بل صارَ يخرج بزاد معرفي يمكنه من الحصول على مهنة في المجال الذي يجيده.

ينضاف إلى كل هذا طبعا الهدف النبيل من الخدمة العسكرية، ألا وهو ترسيخ قيم المواطنة وتعزيز روح الانتماء إلى الوطن والدفاع عنه.

وفي خضم التدريب، يكون أمام المتدرب فرصة ثمينة للاطلاع عن قرب على مختلف الأدوار الهامة التي تقوم بها القوات المسلحة الملكية في مختلف المجالات العسكرية والصحية والإنسانية داخل الوطن وعلى الصعيد الإفريقي والدولي.

على مستوى الشخصية، تساعد فترة التجنيد في ترسيخ روح الانضباط وتحمل المسؤولية والاعتماد على الذات من خلال التداريب العسكرية والرياضية والأنشطة التي تساعد على التحمل والتحدي.

امتيازات مهنية وحياتية

عملياً، يصحل المجند على أجرة شهرية، غير خاضعة لأي ضريبة أو اقتطاع، تتراوح بين 1050 درهما بالنسبة للجندي و1500 درهما لضابط الصف و2100 للضابط، وإمكانية العلاج في المؤسسات الاستشفائية العسكرية والمساعدة الطبية والاجتماعية.

يحصل المجند أيضا على تغطية صحية وتأمين عن الوفاة وعن العجز مع تحمل الدولة لمبالغ الاشتراك أو المساهمات المستحقة عليها وعلى المجندين، إضافة إلى معاش الزمانة عند الإصابة بمرض أو استفحال المرض بفعل الخدمة العسكرية، ناهيك عن رتبة عسكرية مماثلة للرتب العسكرية وفقا للنظام التسلسلي الجاري به العمل في القوات المسلحة الملكية : ضابط، ضابط صف وجندي، وذلك بحسب الشهادة التعليمية.

كما يحتفظ الموظف في وضعية الجندية بالأجرة التي يتقاضاها عن وظيفته، وحق العودة إلى إدارته الأصلية بعد نهاية الخدمة العسكرية، وكذا الحق في المشاركة في المباريات التي يعلن عنها خلال مدة الخدمة العسكرية.

جاذبية كبيرة

كل هذه الامتيازات، منحت للتجنيد جاذبية كبيرة بالنسبة لعدد كبير من الشباب المغربي، الذي أصبحَ يرى فيه وسيلة للحصول على مستقبل جيد، وكذا فرصة لتطوير الجسد والإمكانيات الذهنية من أجل مواجهة الحياة بشكل عام.

ويصف الموقع الرسمي للخدمة العسكرية هذه التجربة بأنها "مفيدة ورائدة في مسار حياة المواطن، وقيمة مضافة تسمح للمجند بتلقي مجموعة من الدروس والتجارب الهامة التي من شأنها أن تساهم في إغناء حياته الخاصة والمهنية".

كما أن الخدنة العسكرية "مفيدة بتداريبها المختلفة وتكوينها المهني المتميز والمتعدد الاختصاصات ت توج بشهادات مهنية يمكن أن تفتح باب المستقبل للشباب"، مشيرا إلى أنها "مناسبة للتعرف على شباب من نفس السن، شباب كله حيوية وإرادة وطموح، يمثل مختلف جهات المملكة ومختلف اللهجات" وفق ذات المصدر.

إقبال متزايد

وتلقى الخدمة العسكرية، التي انطلقت عملية الإحصاء الخاصة بها، اليوم الجمعة، وتستمر إلى غاية 29 أبريل المقبل، إقبالا متزايدا ونوعيا من لدن الشباب، بالنظر إلى المسارات التكوينية التي تتيحها للمستفيدين، وأهدافها المتمثلة في تطوير القدرات المعرفية والمهنية والخضوع لتداريب بدنية وعسكرية، مع الاستفادة من أجرة وتغطية صحية وتأمين.

وتهم هذه الخدمة الأشخاص البالغين ما بين 19 و25 سنة، مع إمكانية استدعاء الأشخاص البالغين أكثر من 25 سنة والذين استفادوا من الإعفاء لأداء الخدمة العسكرية إلى حين بلوغهم 40 سنة إذا زال سبب إعفائهم.

وتشهد عملية الإحصاء الخاص بالخدمة العسكرية على وعي الشباب وآبائهم بأهمية هذا الواجب الوطني، من خلال الاستفسار عن برامجها وخدماتها المختلفة، وتثمين مجرياتها في السنوات السابقة التي عرفت إقبالا كبيرا من قبل الشباب الراغبين في الاستفادة من برامجها المتنوعة.

ويتعين ملء الاستمارة الخاصة بالخدمة العسكرية من قبل الأشخاص الذين تم استدعاؤهم للخدمة العسكرية، وكذلك من طرف الأشخاص الذين يتطوعون من تلقاء أنفسهم لتأدية هذه الخدمة.

وبعد انتهاء عملية الإحصاء المتعلق بالخدمة العسكرية يتم حصر هذه الطلبات وإيداعها لدى اللجنة الإقليمية في كل عمالة وإقليم، والتي تحدد عدد الاستمارات التي تم ملؤها من طرف الأشخاص الذين تم استدعاؤهم أو أولئك الذين تقدموا طواعية بطلباتهم لتأدية الخدمة العسكرية، ليتم حصر العدد الإجمالي، ذكورا وإناثا، على مستوى كل إقليم.